26 أغسطس 2013


المياه كلها بلون الغرقالمياه كلها بلون الغرق by Emil Cioran
My rating: 4 of 5 stars

نادرا ما يقع بين أيدينا كتاب فلسفي يحمل العديد من المفارقات العمق الفلسفي البناء ، العبثية ، السخرية من الحياة ، العزلة و البحث عن النهايات السوداء في طابع نقدي ضمن نصوص قصيرة معنونة
لم أنتهي من الكتاب بسهولة ذلك ان بعض الصفحات تفرض نفسها بالحضور القوي فتجبرك على أإعادة قراءتها مرات عدة و لعل متعة بعض الفقرات لا تكتمل إلا بعد تكرارها مرتين او اكثر
وجدت إميل عاشق للحياة و إنتحاري بإمتياز يجمع المتناقضات و يحلل الأفكار و المشاعر في قالب كئيب و جميل في الوقت ذاته
" لولا طول نفس الدناءة هل كان النوع البشري يدوم أكثر من جيل واحد ؟"
" لا أسلوب مع اليقين "
" في لحظان القنوط ننحدر أسفل نقطة في الروح و في الفضاء نحو أبعد مكان عن النشة نحو منابع الفراغ "
" يتمنى الشكاك لو أنه يتعذب ثل سائر البشر من أجل الوهام التي تمنح الحياة لكنه لا يفلح في ذلك : إنه شهيد التفير السليم "

الترجمة كانت موفقة بنجاح في نقل المعاني ، تجربة ممتعة قضيتها مع إميل و سأكررها ثانية أربعة نجوم

View all my reviews

إلى كاراكاس ... بلا عودةإلى كاراكاس ... بلا عودة by محمد ديريه
My rating: 4 of 5 stars

الكتاب عبارة عن سرديات و قصص قصيرة جمعها محمد ديريه و التي تعتبر رصيد مشاركاته بمنتديات الساخر الأدبية
أول قراءة له كانت من هناك ، قلم مبدع و أسلوب سلس و ناعم و لغة بليغة و فاخرة جدا ، ولا عجب في ذلك طالما أن العربية كانت شغفه الأول و الأخير و هو الصومالي القادم من طرف إفريقيا الجريح إلى السعودية ، لتبدأ رحلة غرامه بالمتنبي و ليغرف من بليغ أبياته ما يؤهله ليخطو اولى خطواته في عالم الكتابة
بين السرديات و القصص القصيرة كان للوطن في قلب ديريه أكثر من وجع و للغربة ألف حكاية ولأصدقاء الطفولة و الأحبة ألف إبتسامة ، لم ينسى ديريه السودان الوطن الذي إحتضنه في رحلته الطويلة ،
هي مجموعة تجارب و خواطر و قصص إستعرضها الطبيب بأسلوب بليغ رغم تأرجحه في الكثير من المرات بين الفكرة و الأخرى

كنت دائما عندما أقرأ لديريه أحاول البحث على نور الدين فارح النورس الصومالي المهاجر و الكاتب الرائع الذي ملأ أوربا فرحا و الذي نقل على أجنحته أنين الصومال ووجعه
أتمنى أن يصبح ديريه طيرا آخر صومالي يغرد بلغة عربية جميلة جدا
أربعة نجوم في إنتظار عملا آخر لأمنحك الخامسة

View all my reviews

com نسيانcom نسيان by أحلام مستغانمي
My rating: 3 of 5 stars

يقول درويش " لا نصيحة في الحب"

نسيان كوم مختلف جدا و فكرة جديدة لأحلام مستغانمي
ليس بالرواية و لا القصة و لا مقال و إنما نصوص بها دعوة مفتوحة لكل النساء أن يقرأن بتمعن و يضعن قلوبهن جانبا

منذ الصفحات الاولى وجدت أحلام صاحبة القلم الرومنسي في ذاكرة الجسد و فوضى الحواس متحاملة على الرجل بشكل كبير ،غاضبة على المرأة العاشقة و الباكية على رفات قصة حب بشكل قاسي جدا
حمل الكتاب أفكار وحلول ناجعة للنسيان نابعة من فطنة و ذكاء مستغانمي و تجارب عايشتها في الواقع و من رصيدها الأدبي خاصة الأجنبي منه كتبتها بلغة راقية و شعرية كما عودتنا .

حاولت الكاتبة من خلال هذا الكتاب أن تمرر لكل أنثى رسالة مفادها أن الرجال متشابهون في الخيانة و الغدر و أن النسيان عندهم سهل للغاية فاحذري أن تستمري في تعذيب نفسك "بحالة الإنتظار"و البكاء على الأطلال

لا أدري لما أحسست ان احلام ترى النساء غبيات جدا في الحب ؟

عموما هو محاولة جيدة لرفع معنويات من سقطت في إمتحان الحب و لمساعدة من يعشن أيامهن الوردية لتحسين علاقتهن و إضفاء الدفئ عليها ..
ثلاثة نجوم ...أحلام هنا مختلفة جدا عما قرأت لها سابقا


View all my reviews

The Assault on ReasonThe Assault on Reason by Al Gore
My rating: 4 of 5 stars

" هجوم على العقل " للكاتب الأمريكي آل جور
كتاب رائع يدور حول القرارت التي تتخذها أمريكا منذ غزو العراق ، و مدى إنعكاس ذلك على حياة المواطن الأمريكي
يبدأ الكاتب أولى صفحاته بالبحث عن دور العقل و المنطق و الحق في الطريقة التي تسلكها الحكومة المريكية في إتخاذ قراراتها مقارنا ذلك بقرارات مماثلة عبر التاريخ كانت تبدو اكثر منطقية و تهدف إلى إرساء العدالة و الحرية
يعترف آل جور أن أمريكا منذ غزو العراق تعتمد على الأكاذيب كقاعدة أساسية متسائلا في الكثير من المرات ماذا يجري لبلادنا ؟
آخر ما توصل له الكاتب ان الديمقراطية تتعرض للخطر و ان الصحافة التي تدعم الحكومة تهاجم المنطق و العقل الأمريكي محملا بوش المسؤولية الكاملة في ذلك بالإشتراك مع الكونغرس و السلطات القضائية و نظام المسائلة
قوة العقل تكمن في حرية المواطنين و حكم أنفسهم بالعدل و الجدال المنطقي هكذا إنتهى آل جور من كتابه
أربعة نجوم ...فكر نظيف لكاتب أمريكي أحييه لأنه لم يكن متطرف

View all my reviews

العرب وجهة نظر يابانيةالعرب وجهة نظر يابانية by Nobuaki Notohara
My rating: 4 of 5 stars

الكتاب يقع في 140 صفحة ينقل من خلالها نوتوهارا إنطباعاته عن الحضارة العربية و سلوك العرب من خلال تجربته في العالم العربي حيث كان متنقلا بين مصر الشام ، البادية متحدثا عن مشاهداته مقارنا إياها في كل مرة بالتجربة اليابانية
وجدت الكتاب ثري جدا يتناول موضوعات عدة ،و كأنه يمنحنا صورة من الخارج و إندهشت لقدرة الكاتب في تحليل الواقع العربي و هو القادم من أدنى الشرق حيث كل شيئ مختلف عنا تاريخا و حضارة و ثقافة و أديان، وإن كان به العديد من الإنتقادات اللاذعة للعرب إلا أننا لا يمكن أن ننكر ما قدمه من تحليل للمجتمعاتنا العربية و لسلوك الفرد العربي و الذي عادة ما نحاول في الكثير من المرات تجاهله و إخفاؤية أهم ما تعرض له الكاتب مختصرة في النقاط التالية:

1/- تحدث عن غياب إنسانيّة المواطن العربي. فالمجتمعات العربية تفتقر إلى العدالة الاجتماعيّة، “المبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه النّاس” ممّا يعني غياب سيادة القانون وحقوق الإنسان، والدّيمقراطيّة، غياب الإعلام المستقل فالإعلام لدى المجتمعات العربية تابعا للأنظمة الحاكمة بشكل أو بآخر
انعدام استقلاليّة الفرد،غياب الثقة عن العلاقات الإجتماعية التي حل محلها مبدأ المنفعة المتبادلة وسيادة القمع،، فالدّين حصري ولا يقبل المساومات، الحاكم واحد ولا يقبل التغيير بسهولة، القيم ثابتة ولا تتطوّر… الخ ولكي ننجو من هذه المساوئ التي لا حصر لها، يقترح الكاتب، أن نقوم بعملية نقد للذّات، نعي من خلالها أخطاءنا ونحاول إصلاحها قبل فوات الأوان.

2/- “علاقة الأنا بالآخر” ويعني بالآخر المجتمعات و ليس الأفراد و ينطلق من مقولة لدى المفكريين اليابانيين "الأنا يعتبر الأخر بيئة فيزيقية فقط، ولا يعتبر وجوداً موضوعياً حياً مثله" حيث أعتبر الكاتب أن بذرة الإختلافات العميقة في مجتمعاتنا هي تغيب الآخر و إعتبار وجوده مشكلة لا تحل إلا بالقضاء عليه بل و إزالته تماما على الرغم من أن التجاوب مع الآخر و التعاطي معه تتجلى فيه أبسط معاني الدّيمقراطيّة \ والتعدديّة الفكريّة و لعل الصورة التي يتضح فيها تغييب الاخر بشكل كبير المجتمعات الإسلامية التي لا تعترف بوجود المسيحي و اليهودي و تسعى إلى تكفيره ليقترح نوبوأكي على العرب أن نمنح الآخر فرصة معنا و ان نسمح له ممارسة الحق في أن يكون مختلفاً عنّا كحل لجميع مشاكلنا الداخلية و الخارجية .

3/-تحدث الكاتب عن غياب الحريّة و غياب الديمقراطية في المجتمعات العربية ليحل محلها القمع، الخوف، وعدم الإحساس بالمسؤوليّة بشكل كبير لدى المواطنين و يتجلى ذلك في سلوكهم من رشوة ،سرقة ،إعتداءات على بعضهم البعض و حتى على الأجانب ،تخريب المنشآت العامة و حرقها و هذه الأفعال في مجملها تعبيرا على ما يتعرضون له من القمع و التسلط الحكومي و قد عاش نوبوأكي الكثير من التجارب التي تترجم الواقع المزري الذي يعيشه العربي في حين أن الياباني لا ترهبه سلطة و لا يخاف من التعبير عن رأيه بحرية فكل ما يشغله الخوف من الزلازل و غضب الطبيعة“عندنا في اليابان نقول عندما لا نستطيع أن نتكلم بحرية: عندما أفتح فمي فإن هواء الخريف ينقل البرد إلى شفتي"
4/-صورة النمط الواحد يرى الكاتب بأن "المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد على غرار الحاكم الواحد، والقيمة الواحدة والدين الواحد وهكذا... ولذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم. وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد، وخصوصيته واختلافه عن الأخرين."

5/- ازدواجيّة الفرد العربي :أكد نوتوهارا على ان الفرد العربي يستخدم نمطين من الشخصيّة بحسب طبيعة الموقف أو الشخص الذي يواجهه و قد ساق الكثير من الأمثلة من خلال مشاهداته بكثير التي رآها معربا عن أسفه لغياب الثقة في العلاقات الإجتماعية لدى العرب و هو التفسير الوحيد لحالة الازدواجية هو غياب الثقة
"إنّ الثقة لا تستورد ولكنها تنبت في النّفوس وتنمو برعاية المجتمع كله. فمتى تعتمد المجتمعات العربيّة على رباط الثقة؟” ص 64.

5/-الكرم والضّيافة العربيّة تطرق الكاتب على أخلاق الضيافة و الكرم التي شهدها لدى البدو في الشام و ريف مصر حتى و في حالة الفقر في حين أن اليابانيين يفتقرون لهذه الثقافة فـ”الضيف الياباني لا يطلب وإذا حدث وطلب فإنّه يفعل ذلك بخجل” "بيت العربي دائما مفتوح للضيافة"

6/-الأدب كوسيلة لفهم الحياة لدى العرب و نقل تاريخهم و تراثهم و معاناتهم للآخرين حيث تطرق نوتوهارا إلى القضية الفلسطينية من خلال أدب غسان كنفاني ثم إنتقل إلى إبداء رأيه في القضية الفلسطينية ليؤكد على حق الفلسطنيين في حياة كريمة بسلام .

7/- محبه نوتوهارا وولعه الشديد لحياة البادية و الصحراء فلم يخفي دهشته لعالم و شغفه بالصحراء و عن ما كتبه الأديب إبراهيم الكوني في وصف البادية ،بإعتباره إبن قبيلة “الطوارق” هذه القبيلة الممتدة في عمق الصحراء و متحدة مع عوالمها بشكل أسطوري مما جعل نوتوهارا يقوم بترجمة بعض أعمال الكوني من أجل التعريف به للقارئ الياباني.

"حكاية يرويها الطوارق “أوصى رجل عجوز وهو على فراش الموت ابنه فقال: يا بني إذا أردت أن تعيش حياة ناجحة فلا تشرب سوى الماء الطازج ولا تأكل إلا الطعام الجيد ولا تركب غير الجمل الأصيل الممتاز. فرد الابن قائلا: يا أبي! كيف يستطيع رجل فقير مثلي أن يفعل ما طلبت؟ قال الأب: تحمل العطش إلى النهاية عندئذ كل ماء يصبح طازجا ولا تأكل قبل أن يعضك الجوع بقسوة عندئذ يصبح كل الطعام شهيا، وامش إلى جوار الجمل حتى يهدك التعب فإذا ركبت أي جمل سيكون أصيلا ممتازا. ”

و لأنني إبنة الصحراء وجدت في هذه العبارة التي كتبها نوتوهارا "الصحراء مكان العقيدة بإمتياز فمن لم يجد عقيدة في أي مكان فإنه يستطيع أن يجدها في الصحراء ، حيث يملأ الله وجود المكان "
صادقة جدا فمثل هذه المشاعر أين يتحد الإنسان بالمكان و مع الله لا تحصل إلا إذا عشنا لفترة معينة عزلة الصحراء و نقاء عمقها ...
الكتاب ليس مترجم بل كتب بلغة نوتوهارا شخصيا لذلك بها الكثير من الأخطاء و الكلام المرسل في الكثير من الأسطر دون أن تكون له غاية ...أمنحه لعشقه الأدب العربي 04 نجوم ...



View all my reviews

مدن المنافيمدن المنافي by روضة الحاج
My rating: 5 of 5 stars

لطالما أعتبرت النيل ،السمرة البهية ، الخضرة ، و القلب الطيب الجميل أحد أهم عوامل تألق الشعر في السودان و الأدب في كل أنواعه ...الطيب صالح ، الفيتوري ، وروضة الحاج تجارب فريدة لا تتكرر و لا تولد إلا من رحم السودان

هذه قراءتي الثانية لمدن المنافي ، بل أن بعض من قصائد روضة ألتجأ إليها كلما إحتجت لجرعة شعر أنثوي فاخر و بليغ
في هذا الديوان ....
روضة هي العاطفة الرقيقة شديدة الإقبال على من تحب تعبر في قصائدها عن إخلاصها و صدقها،بأبيات تتدفق من قلب أنثى متألمة من الحب تفضي للعالم بأسره لوعتها شعرا و سجعا و قافية و هو ذاك السر المكنون الذ لا يليق بأنثى أن تصرح به لكن روضة تفعل بأسلوب جمع العذوبة و السهولة و رقة بعيدا عن الصنعة و التكلف فيحس القاؤئ (ة) و يشعر بها و تنزل كلماتها على النفس بوقع عميق جدا لا ينتهي إلا بتنهيدة عميقة ...تعبيرا منا على جمال ما تبدع به...و أنتم بربكم ألا تفعلون ؟

حينما تخاطب من تحب في تصوير خيالي متفرد عن غيره "

لماذا تفردت في كل شيئ
فعز علي القياس عليك
لماذا إرتديت عيون
و خبأت نيلي في مقلتيك
لماذا سكنت دروبي
فبات إرتحالي منك ...إليك

أو حينما يذوب كيانها و يصبح الحب كله بين يديها ...
وحدي أنا
أشتاق أن ألقاك رغمي
و المدى مستهزئ مني
و من شوق عنيد
أشتاق ان ألقاك
ثم يكون ما لا يشتهي
فلقاك يمنحني الخلود
"

و هكذا تبدو حالتها عند الرحيل و الفراق ...

ورحلتَ
ما عاد النسيمُ العذبُ يُغريني
فأصدحُ بالغناء
ما عدتُ أفرحُ للصباحِ يجيئُني عذباً
لأهتفَ أنَّ هذي الشمسَ
تُشرقُ من هنا
ما عاد يأسرُني المساء
ما عدتُ أذكُر أين نحن؟؟
أفي الخريفِ أم الشتاء؟؟

جميلة في كل حالتها روضة و لو أمكنني أن أمنحها آلاف النجوم لفعلت ....

View all my reviews

سأكون بين اللوزسأكون بين اللوز by حسين البرغوثي
My rating: 5 of 5 stars

سيرة ذاتية هكذا صنف الكتاب ،لكنه ليس كذلك بل هي الأسطر الأخيرة من حياة الكاتب و الشاعر و الفنان حسين البرغوثي ،مرثية رثى نفسه فيها من خلال الذكريات و من خلال التفاصيل و الكثير منها و هو يجيب عن أسئلة الموت و الحياة ،و انا أقرأ حاولت مرارا فهم تلك الشجاعة التي إستطاع من خلالها الكاتب المضي في رحلة الوجع و المقاومة لمرض السرطان هل إستمدها من جنائن اللوز ،أو الدير الجواني من آثر أو زوجته بترا أم لأجلهم جميعا إستطاع حسين أن يحاول العيش و يقاوم بالكلمات و الأحرف
فلسطين تلك التي تسكن حسين و يسكنها رام الله بير زيت و الدير و من سكن الدير من حفروا في ذاكرته الأساطير قدورة الذي صمت عمرا كاملا إلا من صوت ربابته سعوطة التي مات أطفالها لأنها عبثت بعظام الموتى الأفعى التي تزغرد بالجنائن كايد الفارس و نايفة الطفلة الغالية على الجميع كلهم منحوا حسين فسحة من الحياة و الأمل و الزمن ليمضي بشجاعة يصارع السرطان و يؤخر الموت عن المجيئ
خلت انني فراشة في قناديل جلنار ...تفتحت ورود اللوز و رحل حسين تاركا خلفه أدب فاخر جدا من اجل ما كتب في الأدب الفلسطيني ...تجربة حزينة في الكثير من الأسطر تأثرت ووقف متاملة تلك التفاصيل العميقة التي نقلها حسين ....خمسة نجوم

View all my reviews

أرجوكم لا تسخروا منيأرجوكم لا تسخروا مني by Jodee Blanco
My rating: 4 of 5 stars

جودي بلانكو...أرجوكم لا تسخروا مني

لا يمكنك إلا أن تتعاطف مع الكاتبة جودي و أنت تقرأ جزء من سيرتها الذاتية الذي يتناول مرحلة الطفولة و الدراسة
كانت تتعرض لما يسمى في المجتمع الأمريكي " التنمر " أي المضايقات و سوء المعاملة من طرف زملائها بالمدرسة
خلال صفحات الكتاب تنقلنا من حادثة لأخرى و تسحبنا لمعايشة الأحاسيس التي راودتها من ألم و عجز و فشل لعدم قدرتها على تحمل إهانات زملائها
تقول أن شكلها كان سببا كبيرا في جعلها تبدو للآخرين ضعيفة و محل تهكم و بصق و دفع و ضرب ، صراع كبير عاشته قبل أن تقرر أن تقاوم و تتصدى من خلال صمودها و عدم السماح لمزيدا من المضايقات
أحسست بها كثيرا و تألمت لأجلها لأنها عاشت جزءا كبيرا من طفولتها و هي تحاول الصمود في حين كان أقرانها يتمتعون بطفولتهم

اليوم جودي نموذج ناجح و ملهم للكثييرين من التلاميذ بأمريكا و تجربة يستمد المتمدرسين منها قوة و شجاعة للوقوف في وجه المتنمرين
تقول في نهاية الكتاب من يراني يوم و أنا مديرة للعلاقات العامة بإحدى أكبر الشركات بأمريكا لا يتصور كيف كانت مؤلمة طفولتي

قرأت الكتاب إلكترونيا بمكان عملي و أنا أختلس الدقائق لأكمل

تجربة ممتعة و مؤثرة جدا لذلك سأمنحها أربعة نجوم

View all my reviews

القوقعة: يوميات متلصصالقوقعة: يوميات متلصص by مصطفى خليفة
My rating: 5 of 5 stars

يحدث فقط في الدّول العربية أن يكون ثمن نكتة تُداعب بها رئيس الدولة باهظ جدا يساوي مصادرة حريتك و إنسانيتك و حقك في الحياة لمدة ثلاثة عشرة سنة و ثلاثة أشهر و ثلاثة عشرة يوما دون محاكمة ...
و هكذا كان مصير بطل القوقعة ،سَجين لا يعرف لما سُجِن و أيَّ ذنب اقترفه ليجد نفسه رفْقَة سُجناء سِياسيين نزلاء زنازين الموتْ و العذاب بعد أن كان يتمتع بحياة طبيعية في باريس أين كان يدرس فن الإخراج السينمائي ، ولم يكن يعلم أن أرض الوطن تستعد لاستقباله بعد سنوات الاغتراب بالجلد و الضرب و انتهاك صارخ للحرية.
القوقعة ليست رواية فحسب بل هو نص عميق نجح الكاتب في جعلنا من خلاله على مسافة قريبة جدا من المعنى الحقيقي للعذاب و الممارسات اللإنسانية لتمنحنا نظرة حقيقية عن حياة أخرى في عالم آخر لم نسمع به قبلا و لربما هذه هي ميزة أدب السجون أن ينقلك من تجربة إلى أخرى مختلفة فالأنظمة و إن اجتمعت على القمع و الاستبداد فأنها اختلفت في وسائل التعذيب وا الانتهاكات
تدور الأحداث في سجن صحراوي، و لطالما كانت الصحراء أكثر الأماكن التي تشيد فيها السجون السياسية أين يتماهى العالم الخارجي كله و يضمحل داخل المهاجع و الزنازين ، فتصبح الحياة صغيرة جدا منكمشة أمام المجهول المحيط بها من كل جانب حيث يتعاظم القهر ,الألم ,القسوة ،الضعف ويصبح الخوف يسكن الصدور بكل مهانة و إذلال و لا شيء غير القمع الجسدي القمع الجسدي فحسب ....
ينقلنا السرد المحكم في هذه الرواية إلى يوميات البطل مع السجناء و علاقتهم ببعضهم البعض كيف استطاعوا رغم قلة الإمكانيات و التضييق أن يتمكنوا من العيش و البقاء حينما كان البقاء مستحيلا وسط كل تلك الأمراض القاتلة و الظروف السيئة و أن يجدوا منفذا للمحبة عبر التكاتف و التعاون داخل المهاجع رغم اختلاف الأديان فتنتصر الإنسانية في كل مرة أمام التشدد و التطرف الديني ،ورغم كل هذا تحل القوانين داخل عالمهم الصغير فيما تغيب خارج الزنازين و في ساحات السجن .. !!
ولعل أكثر المشاهد في الرواية صدقا تلك التي تحدث فيها الكاتب عن الجلادين "البلديات" و "الشرطة" كيف كانوا كل الوقت على مسافة لصيقة بالأجساد النحيلة للسجناء يمارسون عليها كل أشكال العذاب و الإمتهان فيتحول العذاب إلى لذة ويصبح "الموت أبسط أمنية لديهم....." إلا أن « و حتى الموت لا يستطيعون الحصول عليه"
في كل فقرة كان ينتزع قلبي و تتصاغر الدنيا بعيني و أنا أطل من القوقعة على الوجه الحقيقي لأنظمة تتغنى بالحرية و الديمقراطية جهرا فيما تنتهك حياة مواطنيها سرا بالجلد و التعذيب الجسدي و المعنوي لينتهي كل ذالك بإعدامات تلتف فيها الرقاب بحبل المشنقة تتخبط و تتخبط ......دون أن يمر السجين بمحاكمة عادلة...لتغادر الحياة أجسادهم تحت الضحكات المتعالية نشوة، و انتهاكات جسدية تستمر إلى ما بعد الموت.... ،أعتبر الرواية ناجحة جدا متى أستطاع الكاتب أن يجعلنا داخل الاحداث ،و هذا ما فعله بالضبط صاحب القوقعة .
تمنيت أن لا تتوقف صفحات الرواية و أن لا تَصِل بي إلى النهاية أين كانت الحُرية في مسَاومة مع إذلال آخر و مرهونة بقيود أخرى ليخرج البطل إلى الدنيا ضائعا محبطا سجين ذكريات السجن...
تجربة ممتعة تستحق كل النجوم


View all my reviews

أكتبوا حتى لا تختنقوا...




أكتبوا حتى لا تختنقوا ....
هكذا كنت أردد هذا الصباح بعد ان إبتعدت عن الكتابة لفترة تقارب السنة إلا من بضع كلمات أشارك بها في تويتر أو الفايسبوك أو تعليقات بالصحف و الجرائد التي أتابعها منذ زمن و آراء أبديها حول ما قرأت هنا و هناك في بعض المواقع..
حالة الصمت في بعض الاحيان لا تعبر بالضرورة عن الخواء الذي نعانيه أحيانا فلا نجد ما نكتب عنه بل بالعكس هي حالة نصاب بها حينما تتضخم الأشياء داخلنا من أحلام و من كلام و احداث فنصبح عاجزين عن الحياة و عن الكتابة معا ...
الكتابة وجه آخر للحياة ،منفذ للروح و طريق للحرية وصمام آمان يقينا الإنفجار من الداخل ،فما نراه و نسمعه و نحس به في هذا العالم الذي بات يستمتع بالفوضى و يفرض علينا لغة الموت و الدم يجعلنا نهرب إلى الأحرف لنحيا من جديد و لنعيش أكثر من حياة .
أكتبوا و تحدثوا للورق ...حتى لايموت الكلام فنموت 
أكتبوا حتى لا تتبعثر أحلامنا وسط هذا الجنون ....
حتى لا تنتصر لغات أخرى عن اللغة الإنسانية ..
أينما كنتم سجلوا و اسكبوا شيئا منكم كيلا نرحل دون أن نترك كلمات تتحدث عنا ...

جرعة سكر لا تكفي ...!!

مشاركتي :قصة قصيرة بتاريخ 29/06/2011 بمنتدى الساخر الأدبي تحت إسم :ربما حنين

وحدي أنا و شارع بن بولعيد منذ الساعات الأولى، كان صباحي قد ضيع دربه يبحث عن دليل بعد أن تاه لليلة كاملة و غاب عن عيني النعاس و لم يبقى لي صبرا إلا بطلوع شمس النهار و الخروج إلى وجهة لا أعرفها و لا تعرفني ...

بن بولعيد هو الآخر بات غريبا ،كلانا كنا عابرين بمدينة لا تعترف بملامح الراحلين إليها ، و لا تخلصهم من خطاياهم ، فبعد أن جابت خطاي و ظلي المتعب رحبة السوق و دكاكينه العتيقة استقر بي المقام بمقهى شعبي و أنا الهث خلف رائحة القهوة الممزوجة بماء الزهر و بالكاد وجدت لي مكانا بإحدى زواياه الحزينة وسط كومة أثاث لا تقدر على تأملها و لا التعرف حتى على لونها ،فلم يكن لي منها نصيب إلا كرسي امتزجت أرجله الأربع بين الخشب و الحديد وطاولة سدت جميع الثقوب التي عليها بجريدة " المساء" التي خلت من الكلمات و الأسطر إلا من صور بعض أعضاء الحكومة ؟؟؟
صباح الخير كيف تريد قهوتك يا خـــــالي اااا...

قالها نادل المقهي الستيني الهزيل و هو يستقبلك بابتسامة حقيقة لا خداع فيها ،يمنحك من كل قلبه فرصة الاختيار دون أن يساومك فالثمن واحد لديه ،يدللك يمناداتك خالي و أنت بعمر أحد أصغر أبناءه ...عمي حسان هكذا سمعتهم ينادونه يمر بين الطاولات يحتضن حكايا الزبائن كأنه جالس بينهم يصدق هذا و يكذب ذاك و هو يركل أعقاب السجائر يمنة و يسارا ...و كانه إحترف الحنين لصباه.
خبر الموت لم يهز مشاعري أبدا فأنا لم اكن يوما أبا حنونا و لم أكن زوجا صالحا حتى أنني نسيت إن كنت يوما متزوج بتلك المرأة التي إنسلت من بين خيوط ذاكرتي فجأة دون أن أتكلف عناء البحث عن السبب...هكذا نسيتها فحسب !!! غرامة الطلاق كانت كفيلة بأن تنسيني حياتي بأكملها وسط صحراء "البرمة" حيث أعمل .
إرتبكت يوم جاءني صوتها الباكي عبر الهاتف ،تماما كاليوم الذي نطق فيه القاضي بحكم الطلاق ،سألتها من تكونين مخافة انها قد أخطأت الرقم...إبنتك ماتت هذا الصباح !!!...أحسست حينها أن شيئا بالقلب قد أصبح خــاليا و تذكرت إبنة لم يتبقى منها إلا صوت بكاء كنت أكره سماعه ...و ملامح طفولية لم تكتمل لتناديني ...بابا 

وجدتني ذاهبا إلى عنوان نسيت بعضي به، ركبت الحافلة، ووقفت بمقبرة وسط حشدا من المعزين لا أعرف أحدا منهم ،ثم أتوا بها يحملونها ....ووضعوها بصمت .
تعالت التكبيرات ،و تقاذفتني بعدها الأيدي ،و قست عليا النظرات ،أدركت حينها أنني مسؤلا عن طفلة و أنني أبا أبله لا يقدر معنى الحياة إلا بعد أن ضيعها الموت.

أطفأت سيجارتي و أنطفأ معها الكون بداخلي و عمي حسان مبتسما يخبرني ...قهــــــوتك مرة يا خالي ااا جرعة سكر لن تكفي... يا بني !!

قبر على ضفاف الدرب

"مشاركتي قصة قصيرة بتاريخ 29/08/2009 بمنتدى الساخر الأدبي تحت إسم: ربما حنين "

ليس ككل الشوارع التي تغيب عنها الشمس لأيام ،حينما يمتد إليها سكون الملل و يتسلل صقيع البرد إلى جدرانها فتبدو حزينة ، درب اليهود كما عهدوا على تسميته لتجمع ما تبقى من اليهود به، لا تهتم أرصفته إن غابت الشمس عنها و إحتجبت في فصل الشتاء ، كانت كل زاوية فيه تبعث الدفئ والهدوء بأرواح أهل القرية بالرغم من أنهم يتجنبون المرور بمحاذاته لكثرة ما يقال عن البيوت التي تتخلل المحال التجارية الكثيرة الممتدة على طول أرصفته.

بيوت رمادية على الطراز الفرنسي ،تطل على الدرب بأشجار البرتقال و الليمون تمنح المارين لحظات ليتمتعوا بعطر أزهارها مجانا أيام المطر، حين تغتسل أوراقها المتدلية فتمسح بلمعتها كل ملامح الشك و الريبة التي ينظر بها الآخرون إليها و تنتصب راقصة على أنغام المطر متباهية بلونها الجديد.

الكل يخشى العبور من هناك إلا أن الوصول لسوق السبت ،يشق على الكثيرين لبعده عن وسط المدينة و لإختصار الطريق لا بد من المشي في درب اليهود ،فتزداد الحركة رواحا ومجيئا صباح يوم السبت و يعج المكان بحديث النساء اللاتي يتسابقن في خطواتهن مسرعات و هن يتهامسن عن عبيدة، كل واحدة منهن تحجز لها رواية تسردها عن أوصافها و جمالها بكره و حقد شديدين فهي التي أغوت كل الرجال وسلبتهن السعادة ، كانت بالنسبة إليهن المسؤولة عن ما كسر وشوه من ثقة و طمأنينة في أنفسهن و عن كل طلاقا ،وموتا و مرضا، و كل شيئ و لاشيء ،أما عبيدة كلما وصلتها أحاديثهن و نكاتهن الحجرية إستقبلتها بالكثير من الثقة و بإبتسامة مكتومة ،و إذا جاء المساء و إنتصف الليل تطفأ الأنوار و تتعالى الضحكات و الخطوات و تنبعث روائح الخمر تشق العتمة فتنام القرية كلها و يصحو درب اليهود يسقبل ليل آخر بين أسواره، لتولد به بدايات و تموت نهايات أخرى.

عبيدة التي يتراكض إليها رجال القرية خلسة ، هجرها زوجها في شهرها الأول و هي لا تزال عروس ،متسللا إلى إحدى الجزر الإسبانية عبر البحر بقارب يحمل أكثر من عشرون آخرين، ليحقق ثروة و يتزوج من أوربية تنسيه سنوات الفقر و الجوع التي قضاها في قرية يعيش أهلها حياتهم كلها متطلعين لما وراء البحر
"تزوجتك مرغما ...الحاج يظن أني إن تزوجت سأنسى أوربا....لن أبقى" .
مرت سنة و إثنتين و ثلاث و لم يعد أمام أهله سوى مواجهة النهاية المحتومة فكل الذين يبحرون على قوارب الموت يموتون غرقا،وعبيدة منذ ثلاث سنوات لا تغير جلستها قبالة البحر تحدق في الأفق تترقب بصبر ممزوجا باليأس ،والأمواج لا تأتي به أبدا .

أخبروها أن تعود لأهلها فلم يعد لها سببا في البقاء ،حينها نبتت في قلبها ألف صرخة و خيم الصمت بإسترخاء على ملامح وجهها متحسرة بمرارة لحالها،أحست أنهم ينتظرون رحيلها أكثر من رجوع المهاجر.

إنسحبت من البيت و هم يرشقونها بنظرات تكاد تقتلها ، مضت مقوسة ظهرها محتضنة حقيبتها لا تعلم وجهتها،لازال صوت زوجة أبيها يصرخ داخلها تأمرها بخدمة البيوت ولازالت كلماتها تشعل صدرها...
لن أعود إليها ...لن أعود.. مستحيل الموت أرحم من عذابها ...

ظلت عبيدة لساعات تجوب الشوارع كالمجنونة وعينيها تتقافز هنا و هناك تبحث عن مأوى...في هذه اللحظات بزغ درب اليهود بين عينيها فاتحا ذراعيه،أطلقت سراح خطواتها متجهة نحو بيت لالة سيمان ،تذكرتها و هي تضرب صدرها بقوة : كلكم أيها الحمقى العرب تنتهون عندي في الليل و في النهار.... 
...هي حتما بحاجة لخادمة جديدة و أنا بحاجة لقبر يأويني.