26 أغسطس 2013


مدن المنافيمدن المنافي by روضة الحاج
My rating: 5 of 5 stars

لطالما أعتبرت النيل ،السمرة البهية ، الخضرة ، و القلب الطيب الجميل أحد أهم عوامل تألق الشعر في السودان و الأدب في كل أنواعه ...الطيب صالح ، الفيتوري ، وروضة الحاج تجارب فريدة لا تتكرر و لا تولد إلا من رحم السودان

هذه قراءتي الثانية لمدن المنافي ، بل أن بعض من قصائد روضة ألتجأ إليها كلما إحتجت لجرعة شعر أنثوي فاخر و بليغ
في هذا الديوان ....
روضة هي العاطفة الرقيقة شديدة الإقبال على من تحب تعبر في قصائدها عن إخلاصها و صدقها،بأبيات تتدفق من قلب أنثى متألمة من الحب تفضي للعالم بأسره لوعتها شعرا و سجعا و قافية و هو ذاك السر المكنون الذ لا يليق بأنثى أن تصرح به لكن روضة تفعل بأسلوب جمع العذوبة و السهولة و رقة بعيدا عن الصنعة و التكلف فيحس القاؤئ (ة) و يشعر بها و تنزل كلماتها على النفس بوقع عميق جدا لا ينتهي إلا بتنهيدة عميقة ...تعبيرا منا على جمال ما تبدع به...و أنتم بربكم ألا تفعلون ؟

حينما تخاطب من تحب في تصوير خيالي متفرد عن غيره "

لماذا تفردت في كل شيئ
فعز علي القياس عليك
لماذا إرتديت عيون
و خبأت نيلي في مقلتيك
لماذا سكنت دروبي
فبات إرتحالي منك ...إليك

أو حينما يذوب كيانها و يصبح الحب كله بين يديها ...
وحدي أنا
أشتاق أن ألقاك رغمي
و المدى مستهزئ مني
و من شوق عنيد
أشتاق ان ألقاك
ثم يكون ما لا يشتهي
فلقاك يمنحني الخلود
"

و هكذا تبدو حالتها عند الرحيل و الفراق ...

ورحلتَ
ما عاد النسيمُ العذبُ يُغريني
فأصدحُ بالغناء
ما عدتُ أفرحُ للصباحِ يجيئُني عذباً
لأهتفَ أنَّ هذي الشمسَ
تُشرقُ من هنا
ما عاد يأسرُني المساء
ما عدتُ أذكُر أين نحن؟؟
أفي الخريفِ أم الشتاء؟؟

جميلة في كل حالتها روضة و لو أمكنني أن أمنحها آلاف النجوم لفعلت ....

View all my reviews

ليست هناك تعليقات: